-A +A
محمد بن سليمان الأحيدب
شعور فخر واعتزاز واطمئنان وفرح حد الشعور بالبكاء يساورني كلما عدت من عملي البعيد متأخرا على موعد الإفطار ورأيت مجموعات من الشباب يتولون تطوعيا وبهمة وسعادة توزيع التمر والماء عند إشارات المرور لتفطير من تأخر عن العودة لمنزله.
منذ عدة أعوام وهذا المنظر يجذبني كثيرا جدا فأتولى تصويرهم ونشر صورهم بفخر واعتزاز في مواقع التواصل الاجتماعي لأن هذه المبادرة وتلك الهمة لا تعكس فقط عملا خيريا خيرا وتبشر بشباب صالح يعشق التطوع وحسب، بل ترد على كل من يتهم شبابنا بالكسل والسلبية وعدم الرغبة في العمل وتدحر كل اتهام.

بحكم بعد مقر عملي عن منزلي وكثرة الإشارات في الطريق أشاهد مجموعات متعددة منهم عند كل إشارة وفي كل حي في الرياض، وأركز كثيرا في تفحصهم بعين عاشقة مستبشرة، فأجد أنه لا صفة واحدة محددة تجمعهم ولا عمرا معينا ولا سمة واحدة! ، أقصد وبمنتهى الصراحة والشفافية أنهم ليسوا جميعا ملتحين، فمنهم شباب (قصات) وملابس على الموضة (قميص وشورت) ومنهم الكبار ومنهم الصغار، منهم السعودي ومنهم الشقيق المقيم.
لذلك التنوع دلالات ومنها أن العمل الخيري التطوعي المتسم بالمبادرة والتضحية ليس حكرا على فئة معينة أو جماعة محددة بل هو نتاج تربية مجتمعية عامة غير خاصة وشاملة غير محددة وبالتالي فهو يعكس نبل بلد أمين مسلم مسالم بكل من يعيش فيه على اختلاف مشاربهم.
هؤلاء الشباب فخر لنا وشهادة لسلامة تربيتنا على وجه العموم وأن غير السليم منها هو القليل الشاذ وليس العكس، وشهادة لشبابنا أنهم عكس ما يدعيه بعض رجال الأعمال والشركات من تهم باطلة بالكسل وعدم الرغبة في العمل.